/ الفَائِدَةُ : (16) /

05/06/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / عدم حياديَّة المدارس المعرفيَّة مع كلمات الوحي / إِنَّ منهج الفلاسفة قام على عدم الحياديَّة بلحاظ كلمات الوحي ، فإِنَّ الباحث في الفلسفة لماذا يوجب له كلام البشر ـ ككلام أرسطو وسقراط وما شاكلهما ـ الإِحتمال ولا يوجب له كلام الوحي ذلك ؟! ولماذا ينفتح على مدارس البشر ـ كالمدرسة الغربيَّة ـ ولا ينفتح على مدارس الوحي ؟! فلماذا تكون الحريَّة في جانب المعرفة البشريَّة ولا تكون في المعرفة الوحيانيَّة ؟! فهل الحقوق والقوانين منحازة وموجودة في الجانب الأَوَّل دون الثَّاني ؟! وهكذا حال الباحث في علم الأَخلاق والعرفان والسلوك ، فلماذا يطرق كتب العرفاء والصوفيَّة وما شاكلها ولم يطرق كتب أَهل البيت ^ كنهج البلاغة ، والصَّحيفة السَّجاديَّة ، ومناجاة الإمام زين العابدين × الخمسة عشر وغير ذلك الكثير جداً ؟! فهل هي عصبيَّة ؟! والمفروض أَنَّ شعار الفلسفة وما شاكلها عدم التعصب ، فكيف صغى ونصت إلى الحداثويَّات والأَلسنيَّات ولم يكن كذلك مع التراث الدِّيني ؟! فأين الموضوعيَّة ؟! أَوَ ليس هذا تحجير ؟ وهل المُستقبل يُبنى بهدم الماضي والقديم ؟! أَوَ ليس إِنجازات المُستقبل ـ كإِنجازات العلوم الحديثة ـ رهينة بإِنجازات القديم ؟! فإِنَّ مَن ْ لا ماضٍ له لا هويَّة له ولا نسب. ومن ثَمَّ لا يُعذر الفيلسوف وغيره قديماً أَكان أَم حديثاً ، دهريّاً أَكان أَم غيره في أَن لا ينفتح على كلمات الوحي وإِن كانت في رواية ضعيفة ، فإِنَّه ينبغي على أَقل تقدير أَن تحصل لديه حياديَّة علميَّة ، قال تعالى : [وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ]( )، وهذه الحياديَّة درجة من التديُّن ومقدار من الإِنصاف والإِعتدال ، وهي نوع إِيمان وتسليم ، وعدم إِستكبار ، فإِنَّ الإِحتمال له درجة من درجات الحجِّيَّة ، ورعايته رعاية درجة من درجات الدِّيانة. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( ) سبأ : 24